![](https://www.tafsirahlam.co/wp-content/uploads/2015/12/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%85.jpg)
نساء رهينات
هناك نساءٌ معتقلات يتم أخذهن كرهينات ويزجّ بهن في أقبية فروع الأمن السورية تحت الضرب والتعذيب والاغتصاب، ومن دون سبب وجيه، فقط لأن أزواجهن أو أحد إخواتهن مطلوبين لتلك الفروع ولم يتم بعد إلقاء القبض عليهم. تعيش هؤلاء الفتيات قصة اعتقال لا تختلف وحشية وفظاعة عن قصص الاعتقال في السجون النازية، حيث يمارس عليهن أقسى أنواع الضرب والتعذيب، ويتم اغتصابهن، ثم الاتصال من هواتفهن المحمولة بأقربائهن من الأشخاص المطلوبين ويسمعونهم ما يتعرضن له من تعذيب كأداة للضغط عليهم لتسليم أنفسهم. فروع الأمن السورية لم تترك وسيلة يمكن استخدامها للقمع إلا واستخدمتها، لكن موضوع الرهائن لعلّه الأشدّ قساوة بحق المعتقلات، اللواتي وإن لم يقم الشخص المطلوب بتسليم نفسه فإن مصيرهن يكون إما الهلاك في الفرع او التحويل الى القضاء بتهم قد لا يخرجن من السجن بسببها لسنوات طويلة.
قتل واغتصاب في الزنزانات
"منى" من ريف دمشق، زوجها كان مطلوباً لأحد الفروع الأمنية، لكونه مقاتلاً في الجيش الحر وله خبرة في صناعة العبوات وتركيبها، ونسف عدة حواجز للنظام في منطقته. حين ذهبت الى احدى المناطق التابعة للنظام تم إلقاء القبض عليها، وبدأت رحلة عذاب استمرت شهرين. تروي منى ما حصل: "وُضعتُ ضمن زنزانة منفردة طوال أربعة أيام متواصلة حيث كان يتم تعذيبي كل يوم لمدة ثلاثة ساعات متواصلة لتقديم معلومات عن أسلوب عمل زوجي، وعمّن كان يعمل معه، وإذا كان أحد منهم يسكن ضمن مناطق تابعة للنظام، ومن ثم قاموا بالاتصال بزوجي من هاتفي المحمول وتم تعذيبي لكي يسمع صوتي بأبشع الطرق والألفاظ، طالبين منه تسليم نفسه مقابل الافراج عني". وأضافت منى: "بعد خمسة أيام قام زوجي بتسليم نفسه للفرع الذي أوقفت فيه، ولم يطلقوا سراحي كما وعدوه، بل عذّبوني أمامه وقاموا باغتصابي ومارسوا عليه أبشع أنواع التعذيب حتى فارق الحياة، ومن ثم أطلقوا سراحي بعد مقتله بعشرة أيام". قليلات هنّ النسوة اللواتي يتحدثن عن تجاربهن، وتحديداً من تعرضن للاغتصاب لكون تجربتهن هي الأصعب، وقد يصعب على من هو على غير علم بأسلوب عمل أجهزة الأمن السورية، تصديق حجم المعاناة والقسوة التي تم استخدامها ضدهن.
خطف وتعذيب
"أميرة" من حمص تم اختطافها بكمين عن طريق أحد أقاربها، وتم تسليمها الى فرع الأمن لحجم الدور الذي يلعبه شقيقها في الجيش الحر. قالت: "تم تعليقي من يدي بقيود من حديد على الحائط، وأنا شبه عارية ضمن وسيلة تعذيب تعرف باسم (الشبح) لمدة تجاوزت عشرة أيام"، وأضافت: "تعرّضت للاغتصاب عدة مرات، ومن ثم بدأ تعذيب ممنهج، فقاموا بحلاقة شعري بشكل كامل وعذبوني بالكهرباء حتى فقدت القدرة على السمع، وكل ذلك كي أخبرهم عن مكان إقامة أخي أو أي عنوان يساعد في القبض عليه، وبقيت نحو عشرة أشهر متواصلة حتى أتى السجّان وطلب مني الذهاب معه الى المحقق الذي اخبرني أنه لم يعد بحاجة إليّ لأني أخي قُتل في المعارك".
معتقلات سريّة
وفي دوما معقل الثورة والثوار، كثرت المداهمات الأمنية لبيوت الثوار المشاركين والمنخرطين في صفوف كتائب الجيش الحر, تقول "شيماء" احدى المعتقلات في سجون النظام: في صيف عام 2012 داهمت مجموعة أمنية بشكل وحشي بيتنا في دوما واعتقلتني وأخذتني الى معتقل سرّي تحت الارض وبعد السؤال والاستفسار عن أخي المشارك في صفوف الجيش الحر وصدّي وامتناعي عن مكان تواجده قام جلاوزة النظام بتمزيق ثيابي وربطي يدي بعقال مثبوت في الجدار وتناوب خمسة على اغتصابي وهم يسمعونني أبشع وأقذر الكلمات والتعابير الطائفية المنافية لكل حس وشعور انساني ووطني. ومن كلامهم المعهود المكرر ضد الثورة والثوار بلهجتهم العلوية (بدكين حرية يا شراميط, ها هيه الحرية), في الوقت الذي كانوا يمارسون معي ومع الاخريات الاغتصاب والجنس. وقد استمرت حالة التعذيب والاغتصاب وممارسة التنفيس الطائفي على جسدي ما يقارب اسبوعين. ورغم وجود الطعام والشراب الا أنني أضربت عن الطعام وكنت ألتزم الصمت وهذا ما كان يثير فيهم الخوف والغرابة واستمرت الحالة على تلك الشاكلة حتى مرور شهرين، بعد أن تمت صفقة اطلاق سراح بين النظام والجيش الحر بخصوص المعتقلين الايرانيين في ريف دمشق, ولكنني قد فقدت حينذاك عفتي وطهارتي وسكنني اليأس والموت وأحيانا التفكير بالانتحار، لكنني كنت دائما أتذكر قول الله: (انّ الله مع الصابرين) فأكف عن التفكير السلبي وأقول في نفسي: أنّ الثورة كبش فداء للحرية والكرامة, وتحتاج لكي تنتصر الى تضحيات. والان بعد اطلاق سراحي كيف سأداوي جراحاتي الجسدية والنفسية و خاصة أنا فتاة. انّ الدموع والاحزان لا تفارقني, ما هو ذنبي وذنب الالاف من الفتيات والنساء العفيفات وهنّ يتعرضن الى الاعتقال والارتهان والتعذيب والاغتصاب من قبل طغمة كشفت عن حقدها الطائفي الاسود تجاه أهل السنة والجماعة؟
سجينة اخرى أطلق سراحها من سجن مزة العسكري (سهام) تقول: ألقي القبض عليّ خطأ في تشابه الاسماء, وبعد شهر ونصف الشهر من التعذيب والاغتصاب والافادات تأكد الجلاوزة في السجن أنني بريئة , ومن الممارسات التي كان تحصل وتحدث يوميا للرهينات والسجينات هو التعرّي و ممارسة الاغتصاب وكل أنواع الانتهاكات الانسانية بحق الانثى وافراغ الحقد الطائفي. وفي ريف دمشق هناك الكثير من النساء مازلن حتى اليوم رهينات في فروع الأمن السوري، يعشن حياة قاسية تحت الأرض في سجون لا تدخلها أشعة الشمس ولا الهواء، وضمن ظروف صحية قاسية، ومنهن من توفين وفق شهادات من اللواتي خرجن ضمن صفقة التبادل الأخيرة، وأكدن أن العديد من النساء فارقن الحياة نتيجة لسوء وضعهن الصحي وعدم توفر أية رعاية صحية لهن نتيجة لحجم التعذيب الذي تعرضن له.
صوت الاكراد شيروان واردوزي
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
إرسال تعليق