أظهرت ندوة حول الجرائم الجنسية على الأطفال في طهران أن 12 إلى 35 في المئة من النساء و4 إلى 9 في المئة من الرجال في إيران جرّبوا عملية الاغتصاب قبل سن الـ18 وفي أيام طفولتهم، حسب تحقيقات إحصائية مختلفة.
صرّحت بهشيد أرفع نيا، ناشطة حقوقية ومحامية وعضو في جمعية دعم حقوق الطفل في إيران، بأن الاعتداء الجنسي على الأطفال ازداد بشكل غير مسبوق في إيران، حتى أنه يتم اغتصاب الطفل في بعض الحالات من قبل محارمه أو أشخاص من الذين لديهم علاقة قريبة ووثيقة به.
وأشارت أرفع نيا إلى أنه يتم إرغام الطفل المغتصب على السكوت إزاء الجريمة، وأكدت أن معظم الاعتداءات الجنسية على الأطفال تحدث دون سن البلوغ، بحيث لا يفهم الطفل هذه الأمور.
واعتبرت أن ازدياد حالات الاغتصاب في بعض مدارس إيران ظاهرة خطيرة وقالت إن بعض المعلمين في بعض مدارس يمارسون الاعتداء الجنسي ضد الأطفال.
وقالت المحامية إنه على سبيل المثال كانت طالبة في التاسعة من عمرها تتعرض للاغتصاب الجماعي في مدرسة بطهران لمدة سنتين. وأضافت أن هذا المدرس كان يأخذ الطفلة لمكتبه ويغتصبها هو وأصدقاؤه.
وأكدت هذه الناشطة الحقوقية أن هذه الأفعال تتسبب للطفل، الذي يتعرض إلى الإيذاء الجنسي، أزمات نفسية عميقة وصعوبات نفسية كثيرة بالنسبة إلى أمر الزواج في المستقبل.
ورحبت أرفع نيا بإنشاء محكمة خاصة ونيابة عامة وقسم خاص بالشرطة لحماية الأطفال ضد الاعتداء الجنسي وطالبت المؤسسات الحقوقية والمدنية بدعم حقوق الطفل في إيران وضرورة الإحاطة بضحايا الاعتداءات الجنسية، وتقديم شكاوى ضد المجرمين والمغتصبين إلى المحاكم في حال امتناع الضحية عن الشكوى.
واعتبرت هذه المحامية دعم ضحايا اغتصاب الأطفال من أهم وظائف جمعية دعم حقوق الطفل في إيران.
وبعد كلمة أرفع نيا، أشار شريعتي، عضو في جمعية دعم حقوق الطفل، إلى تنوع حالات اغتصاب الأطفال في إيران وقال إن إحدى حالات الاغتصاب الأكثر إثارة للصدمة وقعت في ورامين التابعة لطهران العاصمة في عام 2004، حيث تم اغتصاب 23 طفلا وقتل 17 منهم بعد الاعتداء الجنسي عليهم في فترات مختلفة. وأعلن شريعتي عن أنباء تشير لتعرض بعض الأطفال إلى الاعتداء الجنسي في بعض مدارس كرة القدم.
وأضاف عضو جمعية دعم حقوق الطفل في إيران أنه على سبيل المثال فإن أحد المتعاملين في سوق كرة القدم في إيران ضمّ 13 طفلا إلى إحدى مدارس كرة القدم وكان هذا الشخص يغتصب هؤلاء الأطفال في المجمع السكني التابع للمدرسة مرات عديدة ويصور من اغتصبهم لإرغام هؤلاء الأطفال على السكوت، وأخيرا كسر أحد هؤلاء الأطفال حاجز الصمت فتم القبض على الشخص المجرم.
يبدأ خطر تعرض البنات للاعتداء الجنسي في عمر أقل من الأولاد ويستمر لمدة أطول في حياتهن
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور مؤذن مدرس جامعة طبطبائي في طهران وعضو جمعية دعم حقوق الطفل في إيران، أن الاعتداء الجنسي على الأطفال أصبح ظاهرة اجتماعية في إيران لا يمكن إنكارها وازدادت مستويات هذه الظاهرة خلال العقود الأخيرة إلى الحد الذي وجب فيه تحليلها من قبل اخصاء علم الجرائم وعلم النفس لمعالجة تبعاتها الاجتماعية المدمرة.
وأضاف أن 12 إلى 35 بالمئة من النساء و4 إلى 9 بالمئة من الرجال في إيران جرّبوا الاغتصاب قبل سن الـ18 وفي أيام طفولتهم، حسب تحقيقات إحصائية مختلفة.
وتكشف نتائج الإحصاءات والتحقيقات في هذا الشأن أن نصف ضحايا الاغتصاب لم يكشفوا عن حالات الاعتداء التي مورست ضدهم.
وأشار عضو جمعية دعم حقوق الطفل في إيران إلى تأثير العوامل الفردية والاجتماعية على تزايد ظاهرة الاعتداء الجنسي وقال إن الفتيات يتعرضن للاعتداء الجنسي بنسبة 3 بالمئة أكثر من الفتيان. وتظهر الإحصاءات أن تزايد نسبة تعرض الأطفال لخطر الاعتداء الجنسي مع ازدياد سنهم حتى الـ18.
وأكد مدرس جامعة طبطبائي في طهران على أن خطر تعرض البنات للاعتداء الجنسي يبدأ في عمر أقل من الأولاد ويستمر لمدة أطول في حياتهن.
وأشار إلى الأبعاد المختلفة للفساد والفحشاء ضد الأطفال وأردف قائلا، إن الاغتصاب هو أحد أنواع الإيذاء الجنسي الذي يتعرض له الطفل، وفي حالات أُخرى من الإيذاء الجنسي يتم إدخال الطفل في قضايا متعددة قد تؤدي لممارسة الفساد والفحشاء دون أن يتعرض الطفل للاعتداء الجنسي في بداية الأمر.
واشتكى مؤذن من عدم وجود قانون شامل بشأن الاعتداء على الأطفال، وقال إن القوانين الجارية لا تستجيب لحل ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال المتزايدة ويكتفي القانون بتجريم الاعتداء الجنسي ولم يذكر في القانون عن العقوبة شيئا، حيث لم تمنع العقوبات المفروضة على المغتصبين للأطفال من تزايد هذه الظاهرة في البلاد.
وحثّ مدرس جامعة طبطبائي المؤسسات المدنية والحقوقية على دعم حقوق الأطفال وأن يدعموا ضحايا الاغتصاب في المحاكم وعملية تقديم الشكاوى.